كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فلا يحدث بها أحدًا، وليقم فليصل". قال أبو هريرة: يعجبني القيد، وأكره الغل، القيد: ثبات في
__________
= واحد، من طريق مخلد بن الحسين الأزدي المصيصى، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً. لم يذكر فيها "يعجبني القيد ... " ولا "رؤيا المؤمن ... ".
فدل هذا على أن الحديث كله مرفوع عند هشام بن حسان، وإن رواه مرة موقوفًا. ثم هذا المعنى مما لا يعلم بالرأي، فإن روي موقوفا لفظًا، فإنه مرفوع حكماً. ورواه ابن ماجة حديثين من وجهين: فروى بعضه: 3906، من طريق هوذة، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. كرواية المسند الآتية: 1918 عن هوذة. وروى بعضه: 3917، من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. والقسمان فيه مرفوعان، يجمعان الحديث الذي هنا. لم يحذف منه إلا قول أبي هريرة "يعجبني القيد ... ". وأما البخاري، فإنه رواه كله كامل 12: 356 - 361، من طريق معتمر بن سليمان، عن عوف الأعرابي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: "قال رسول الله: إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من شتة وأربعين جزءًا من النبوة - وما كان من النبوة فإنه لا يكذب، قال محمَّد [يعني ابن سيرين]: وأنا أقول هذه - قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث"، إلخ. فهذه رواية فيها زيادة "وما كان من النبوة ... ".
ولكن صرح ابن سيرين أنها من قوله، يريد بها بيان أن رؤيا المؤمن لا تكاد تكذب. وظاهر هذه الرواية أن قوله: "الرؤيا ثلاث" إلخ - ليس من الحديث المرفوع، بل نسب إلى قائل مبهم. ولكن الروايات الآخر تضافرت على أنه مرفوع. والكلمة التي هي موقوفة على أبي هريرة في رواية المسند هنا، ذكرها البخاري في روايته، بما يوهم أنها غير معروف قائلها.
ثم أشار البخاري إلى بعض روايات الحديث، والاختلاف في رفعه، فقال: "ورواه قتادة، يونس، وهشام، وأبو هلال -: عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. وأدرجه
بعضهم كله في الحديث. وحديث عوف أبين. وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي -صلي الله عليه وسلم - في القيد". وقد فصل الحافظ الروايات في هذا الموضع، تفصيلا وافيًا. وأما آخر الحديث هنا- "رؤيا المؤمن جزء ... " - فقد مضى: 7183، عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وسيأتي أيضاً عقب هذا.

الصفحة 374