كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

ففقأ عينه، فرجع إلى ربه عز وجل، فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت! قال: فرد الله عَزَّ وَجَلَّ إليه عينه، وقال: ارجع إليه، فقل له يضعُ يده، على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرةٍ سنة، فقال: أي رب، ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رميةً بحجرٍ، قال: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر".

7635 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ قال الزهري: عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال: "أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا من فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في الريح في البحر! فوالله لئن قدر عليَّ ربي لَيُعذِّبَنِّي عذابًا ما عذبه
__________
= لاستعمل ما أستعمل في المرة الأخرى، عند تيقنه وعلمه به. ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث حمَّالةُ الحطب، ورعاةُ الليل! يجمعون مالا ينتفعون به، ويروون ما لا يؤجرون عليه! ويقولون بما يبطله الإِسلام!! جهلاً منه بمعاني الأخبار، وتركَ التفقه في الآثار، معتمدًا في ذلك على رأيه المنكوس، وقياسه المعكوس!! ". قوله - في الحديث: "صكه"، الصك: الضرب الشديد بالشيء العريض. قوله "على متن ثور"، المتن: الظهر، يذكر ويؤنث. قوله "رمية بحجر" - قال الحافظ: "أي قدر رمية حجر". قوله "الكثيب الأحمر" - الكثيب: القطعة المجتمعة من الرمل محدودبة.
(7635) إسناده صحيح، وهو حديثان بإسناد واحد. وقد جعلنا لثانيهما الرقم نفسه مكررًا. وقد رواه مسلم 2: 325، وابن ماجة: 4255، كلاهما من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد.
ورواه البخاري 6: 379 - 380، من طريق هشام، وهو ابن يوسف، عن معمر، بهذا الإِسناد نحوه. قوله "ثم اذروني": يجوز فيه وصل الهمزة وقطعها، من الثلاثي، ومن الرباعي. يقال: "ذَرتِ الريحُ التراْبَ وغيَره، تَذْروه، ذَرْوًا وذَرْيًا، وأَذْرَتْه، وذَرَّتْه: أطارتْه وسَفَتْه وأذْهَبتْه".

الصفحة 378