كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

المسيب، عن أبي هريرة: أن النبي -صلي الله عليه وسلم - خطب أم هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني قد كبرت، ولي عيال، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "خير نساء ركبن، نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده": قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بنت عمران بعيراً.

7638 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، مثله، إلا قوله "ولم تركب مريم
__________
= رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وكذلك رواه أيضاً 9: 448، من رواية ابن طاوس عن أبيه، ومن رواية أبي الزناد عن الأعرج. ورواه البخاري أيضاً 6: 341، معلقاً، من رواية ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن ابن المسيب. ولم يذكر القصة في أوله، وذكر قول أبي هريرة في آخره. وهذا المعلق وصله مسلم 2: 269 - 270، عن حرملة عن ابن وهب وانظر ما مضى في مسند ابن عباس: 2926. قوله "أحناه": من "الحنو"، وأصله الشفقة والعطف. و"حنت المرأة على ولدها، تحنوا، حنوًا، وأحنت- من الثلاثي والرباعي -: عطفت عليهم بعد زوجها، فلم تتزوج بعد أبيهم فهي حانية.
قال أبو زيد: وإذا تزوجت بعده فليست بحانية". قاله في اللسان. قال ابن الأثير: "إنما وحد الضمير وأمثاله، ذهاب إلى المعنى. تقديره: أحنى من وجد، أو خلق، أو من هناك.
ومثله قوله: أحسن الناس وجفا، وأحسنه خلقا. وهو كثير في العربية، ومن أفصح الكلام". وقال الحافظ في الفتح 6: 341، "وكان القياس: أحناهنَّ. ولكن جرى لسان العرب بالإفراد". وقول أبي هريرة "ولم تركب مريم" إلخ: إشارة إلى أن مريم لم تدخل في هذا التفضيل، كأنه كان يرى أنها أفضل النساء مطلقًا. قوله "في ذات يده": قال الحافظ 9: 448، "قال قاسم بن ثابت في الدلائل: ذات يده، وذات بيننا، ونحو ذلك -: صفة لمحذوف مؤنث، كأنه يعني الحال التي هي بينهم. والمراد بذات يده: ماله ومكسبه".
(7638) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. وقد روى مسلم هذه الطريق أيضاً، بعد الرواية السابقة. وأما رواية البخاري هذه الطريق 9: 448 - فإنها من رواية سفيان بن عيينة عن ابن طاوس.

الصفحة 380