كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

سيرين، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "تَسَمَّوْا بِاسْمِى، وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِى".
__________
= رواية عبد الوهاب بن عبد المجيد - كلاهما عن أيوب، به. وأشرنا إلى كثير من طرقه في أولها.
تنبيه مهم: ثبت هنا في الأصول الثلاثة - قبل هذا الحديث - حديث آخر بهذا الإسناد، بتكرار الإِسناد، لفظه في ح لفظ هذا الحديث. فيكون تكرارًا لا معنى له. ولفظه في المخطوطتين ك م: "لا تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي"! يعني بزيادة "لا". فيكون نهيًا عن التسمية، وعن التكنية - كلتيهما. وكتب بهامش ذلك في م، ما نصه: "كذا في نسخة أخرى قال: "لا تسموا باسمي" والمعروف "تسموا باسمي"، بدون "لا" كما في الحديث الذي بعده. من خط الشيخ عبد الله بن سالم البصري". وقد رجحت، بل استيقنت - أن هذا الخطأ من بعض الناسخين، ثم قلد فيه بعضهم بعضًا: فأما أولا: فلأن
الحافظ ابن كثير ذكر هذا الحديث بهذا الإِسناد، في جامع المسانيد والسنن 7: 371 - مرة واحدة، بهذا اللفظ الصحيح: "تسموا"، بدون كلمة "لا". وذكره في رواية "محمَّد ابن سيرين عن أبي هريرة". فلو كانت الرواية الأخرى المغلوطة، التي فيها كلمة "لا" - ثابتة عنده في المسند، لذكرها. بل لبين أيضًا ما فيها من خلاف للرواية الصحيحة. وأما ثانيًا: فإن الحافظ ابن حجر، ذكر في الفتح 10: 471 - 473، جميع ما ورد في هذا الموضع، من الأحاديث والروايات والألفاظ، على اختلافها. ولعله استقصى في ذلك - كعادته - ما لم يستقصه غيره. فلم يشر إلى هذه الرواية أصلاً، مع المناسبة القوية المتعينة لها. إذ قال: "وحكى الطبري مذهًا رابعًا، وهو المنع من التسمية بمحمد مطلقًا، وكذا
التكني بأبي القاسم مطلقًا. ثم ساق [يعني الطبري]، من طريق سالم بن أبي الجعد، قال: كتب عمر: لا تسموا أحدًا باسم نبي. واحتج لصاحب هذا القول بما أخرجه من طريق الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس، رفحه: يسمونهم محمداً ثم يلعنونهم. وهو حديث أخرجه البزار، وأبو يعلى أيضاً. وسنده لين". فلو كانت هذه الرواية - لحديث أبي هريرة - ثابتة في المسند، بهذا الإِسناد الصحيح، لذكرها الحافظ، أو أشار إليها وأبان عن الجمع بينهما وبين غيرها - إن شاء الله. وحديث أنس، الذي أشار إليه الحافظ - هو في =

الصفحة 382