كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة، عن أبي هريرة، قال: صلى - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين، فقال له ذو
__________
= قال الزهري: كان هذا قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعد". ورواه النسائي 1: 183، عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ثم روى بعده، عن أبي داود - وهو سليمان بن سيف الحراني الحافظ - عن يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب: "أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره، أنه بلغه: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صلى ركعتين، فقال له ذو الشمالين، نحوه. قال ابن شهاب: أخبرني هذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: وأخبرنيه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث، وعبيد الله بن عبد الله". وهذا الحديث الأخير، بهذه السياقة، وهذه الأسانيد، منها المرسل ومنها المتصل -: رواه أبو داود السجستاني في سننه: 1013، عن حجاج بن أبي يعقوب، عن يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، به. ثم قال أبو داود السجستاني - بعد روايته: "ورواه الزبيدي، عن الزهري، عن أبي بكر
ابن سليمان بن أبي حثمة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال فيه: ولم يسجد سجدتي السهو". وهذا مرسل. وقد رواه النسائي - بعد روايتيه السابقتين - موصولاً - تحت عنوان "ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين" - فرواه عن ابن عبد الحكم، عن شُعيب، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، "عن سعيد، وأبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وابن أبي حثمة، عن أبي هريرة، أنه قال: لم يسجد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يومئذ قبل السلام ولا بعده". وهذا اضطراب شديد واختلاف، من الزهري رحمه الله، إلى خطئه في ذكر "ذي الشمالين"، وسياق حديثه على أنه هو "ذو اليدين". ونقل السندي في حاشيته على النسائي، عن ابن عبد البر، كلمة عالية في اضطراب الزهري في هذا الحديث، فقال ابن عبد البر: "وقد اضطرب الزهري في حديث ذي اليدين- اضطرابًا أوجب عند أهل العلم بالنقل تركه من روايته خاصة. ولا أعلم أحدًا من أهل العلم بالحديث عول على حديث الزهري في قصة ذي اليدين. وكلهم تركوه لاضطرابه، وأنه لم يُقم له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إماماً عظيمًا في هذا الشأن، والغلط لا يسلم منه بشر، والكمال لله تعالى، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي - صلي الله عليه وسلم -". وقصة سجود السهو =

الصفحة 388