كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

لشىءٍ ما أذن لنبي أن يتغنى القرآن".

7658 - حدثني عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: أوصاني النبي - صلي الله عليه وسلم - بثلاث لست بتاركهن في
__________
"ليس منا من لم يتغن بالقرآن". وقد فسره وكيع هناك، بأنه: "يستغني به"، وبينا هناك أنه ليس بالقول المختار. وقد فسر سفيان بن عيينة هذا الحرف في هذا الحديث، بما فسره به وكيع في ذاك. ففي آخره - في رواية البخاري -: "قال سفيان: تفسيره: يستغنى به".
وقد أفاض الحافظ في الفتح 9: 61 - 63 في ذكر الأفوال والآنار في ذلك: فمن ذلك قول الليث بن سعد: "يتغنى به: يتحزن به ويرقق قلبه". قال: "وذكر الطبري عن الشافعي: أنه سئل عن تأويل ابن عيينة التغني بالاستغناء؟ فلم يرتضه، وقال: لو أراد الاستغناء، لقال: لم يستغن. وإنما أراد تحسين الصوت. قال ابن بطال: وبذلك فسره ابن أبي مليكة، وعبد الله بن المبارك، والنضر بن شميل. ويؤيده رواية عبد الأعلى، عن معمر، عن ابن شهاب، في حديث الباب، بلفظ: "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن". أخرجه الطبري. وعنده في رواية عبد الرزاق، عن معمر: ما أذن لنبي حسن الصوت. وهذا اللفظ عند مسلم، من رواية محمَّد بن اٍ براهيم التيمي، عن أبي سلمة [صحيح مسلم 1: 219، بلفظ: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن، يجهر به"].
وعند ابن أبي داود والطحاوي، من رواية عمرو بن دينار عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: حسن الترنم بالقرآن. قال الطبري: والترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسّنه القارئ وطَّرب به. قال: ولو كان معناه الاستغناء، لما كان لذكر الصوت ولا لذكر الجهر- معنى".
وبهذا استبان الحق وتأيد، والحمد لله.
(7658) إسناده صحيح، وقد فصلنا القول فيه، في: 7138. وسيأتي: 10347، من رواية سعيد، عن قتادة. وذكره البخاري في الكبير 2/ 2/ 17، من رواية ابن المبارك، عن معمر، عن قتادة. ومضى معناه مرارًا من أوجه، آخرها: 7586. قوله "ثم أوهم الحسن - في ص: "ثم أوهم الحسن بعد". وكلمة "بعد" لم تذكر في سائر الأصول، فلذلك لم نثبتها.

الصفحة 393