كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

7671 - حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم رجلاً يقول: قد هَلَك
__________
(7671) إسناده صحيح، ورواه مالك في الموطأ، ص 984، عن سهيل، بنحوه، بلفظ: "إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم". ورواه مسلم 2: 293، وأبو داود: 4983 - كلاهما من طريق حمّاد بن سلمة، ومن طريق مالك، كلاهما عن سهيل.
ورواه أبو نعيم في الحلية 7: 141، من طريق سفيان الثوري، عن سهيل، بلفظ: "إذا قال المرء: هلك الناس، فهو من أهلكهم". قال أبو نعيم: "رواه مؤمل وغيره عن الثوري، مثله". واختلف العلماء قديمًا في قوله "فهو أهلكهم" -: أهو بضم الكاف، فيكون أفعل تفضيل، أم بفتحها، فيكون فعلاً ماضيًا؟ فقال أبو إسحق - إبراهيم بن محمَّد بن سفيان راوي كتاب الصحيح عن مسلم - عقب روايته هذا الحديث في الصحيح: "لا أدري "أهلكهم" بالنصب، أو "أهلكهم" بالرفع"؟ وقال القاضي عياض، في مشارف الأنوار 2: 268 - 269: "رويناه بضم الكاف. وقد قيل بفتحها "أهلكهم" ونبه على الخلاف فيه ابن سفيان، قال: لا أدري، هو بالفتح، أو بالضم؟ قيل: معناه إذا قال ذلك استحقارًا لهم
واستصغارًا، لا تحزنًا وإشفاقًا. فما اكتسب من الذنب بذكرهم وعجبه بنفسه أشد، وقيل: هو أنساهم له. وقال مالك: معناه أفلسهم وأدناهم. وقيل: معناه في أهل البدع والغالين، الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، ويوجبون لهم الخلود بذنوبهم، إذا قال ذلك في أهل الجماعة ومن لم يقل ببدعته، وعلى رواية النصب، معناه: أنهم ليسوا كذلك ولا هلكوا إلا من قوله، لا حقيقة من قبل الله". وقال ابن الأثير في النهاية: "يروى بفتح الكاف وضمها. فمن فتحها كانت فعلا ما ضيف، ومعناه: أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، يقولون: هلك الناس، أي استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك، فهو الذي أوجبه لهم، لا الله تعالى، أو هو الذي لما قال لهم ذلك وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي. فهو الذي أوقعهم في الهلاك. وأما الضم، فمعناه: أنه إذا قال لهم ذلك فهو أهلكهم، أي أكثرهم هلاكًا. وهو الرجل يولع بعيب الناس، ويذهب بنفسه عجبًا، ويرى له عليهم فضلاً". ونحو ذلك قال النووي في شرح مسلم 16: 175 - 176. ولكنه رجح رواية الرفع برواية "الحلية" التي ذكرنا، من قوله "فهو =

الصفحة 400