كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تقولون: أكثَرَ أبو هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم -! والله المَوْعِدُ، إنكم تقولون: ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم - بهذه
الأحَاديث؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صَفَقَاتُهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أَرَضوهم والقيامُ [عليها]، وإني كنت امْرَءًا معتكفاً، وكنت أُكْثِرُ مجالسةَ رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، أَحْضُرُ إذا غابوا، وأحفظ إذا نَسُوا، وإن النبي -صلي الله عليه وسلم -، حدثنا يومًا فقال: "من يبسط ثوبه حتى أفْرُغ من حديثي ثم يقبضُه إليه؟ فإنه ليس ينسى شيئاً سمعه مني أبدًا" فبسطت ثوبي، أو قال: نمرتي، ثم قبضته
إليَّ، فوالله ما نسيت شيئاً سمعتُه منه، وايْمُ الله، لولا آيةٌ في كتاب الله ما حدثَتكم بشيء أبداً، ثم تلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى}، الآية كلها.

7692 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي
__________
= وهي ثابتة عند عبد الرزاق، وابن كثير، وهامش ك. فلذلك زدناها. وقوله "معتكفا" - هكذا ثبت في الأصول الثلاتة وابن كثير. وفي تفسير عبد الرزاق "مسكينًا". وهو الموافق لأكثر ما رأينا من الروايات. وفي رواية البخاري 4: 246 - 247، من طريق شُعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن -: "وكنت امرءاً مسكينًا من مساكين الصفة". فهذا قد يكون توجيهاً صحيحًا لرواية "معتكفًا" التي هنا.
وقوله "نمرتي"، النمرة، بفتح النون والراء بينهما ميم مكسورة: الشملة المخططة من مآزر الأعراب، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض. وهذا هو الثابت عند عبد الرزاق، وابن كثير، ونسخة ك، وهامش م، وسائر الروايت التي رأيناها. وفي ح م "طهرتي". وقوله "ثم قبضته إليّ" - هو الثابت في الأصول الثلاثة. وفي تفسير عبد الرزاق: "فحدثنا فقبضته إليّ". وعند ابن كثير "ثم حدثنا فقبضته إليّ".
(7692) إسناده صحيح، وقد مضى: 7395، من رواية عبد الله بن إدريس، عن الأعمش. وأشرنا
هناك إلى مسلمًا رواه 1: 234، من رواية جرير، عن الأعمش. ورواه أيضاً الخطيب في =

الصفحة 420