كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلي الله عليه وسلم -، قال: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب، أكل بعضي بعضًا فنفِّسْني، فأذن لها في كل عام بنفسين، فأشد ما تجدون من البرد، من زمهرير جهنم، وأشد ما تجدون من الحر، من حر جهنم".

7709 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا هشامِ بن حسان، عن محمَّد قال: سمعت أبا هريرة قال: لما نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ}، قال النبي -صلي الله عليه وسلم -: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوباً، الإيمان يمانٍ، الفقه يمانٍ،
__________
(7709) إسناده صحيح، محمَّد: هو ابن سيرين. وهو في تفسير عبد الرزاق - في تفسير سورة النصر- بهذا الإِسناد. وكذلك نقله ابن كثير في جامع المسانيد 7: 371 - 372، عن هذا الموضع من المسند. وقد مضى: 7616، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة - دون ذكر نزول السورة. وكذلك ذكره عبد الرزاق، عقب هذا الحديث، عن معمر، عن أيوب، به، ولم يذكر لفظه، بل قال: "مثله، إلا أن معمرًا لم يقل: حين نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله}. فهذا الحديث الذي هنا - بهذه الزيادة - يعتبر من الزوائد، ولكن الهيثمي لم يذكره، بل ذكر حديثاً لابن عباس في ذلك، تأتي الإشارة إليه، إن شاء الله. وحديث أبي هريرة هذا لم أجده في موضع آخر - من المراجع، إلا في الدر المنثور 6: 408، ونسبه لابن مردويه فقط! فأبعد النجعة جدًا، وهو بين يديه في
تفسير عبد الرزاق ومسند أحمد. والحافظ ابن كثير، وقد ذكره في جامع المسانيد، سها أن يذكره في التفسير، بل ذكر في معناه 9: 323 - 324، حديثًا لابن عباس، من رواية الطبري في التفسير 30: 215 (بولاق). وحديث ابن عباس، صحيح أيضاً، رواه ابن حبان في صحيحه (ج 9 في الورقة 199 من مخطوطة الإحسان). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 55، من رواية البزار وحده. وأشار إليه الحافظ في الفتح 8: 77 - أعني حديث ابن عباس، ونسبه للبزار أيضًا. ففاته أولاً: أن ينسبه لصحيح ابن حبان. وفاته ثانيًا: أن يذكر حديث أبي هريرة هذا، وهو صحيح على شرط الشيخين، وأصح من حديث ابن عباس، وهو أقرب إليه، في تفسير عبد الرزاق والمسند. وقد مضى مدح أهل =

الصفحة 439