كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

7741 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُرَيج، أخبرني عمرو بن حُريْث، عن ابن عمارة، أنه سمع القراظ، وكان من أصحاب أبيِ هريرة - يزعم أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "من أراد أهلها بسوء، يعني المدينةَ، أذابه الله كما يذوبُ الِملح في الماء".
__________
(7741) إسناده صحيح، على خطأ بين وقع فيه: فقد ثبت في الأصول الثلاثة هنا؟ "أخبرني عمرو بن حريث، عن ابن عمارة"! وهو - على اليقين عندي - تخليط من الناسخين قديم: فإن الرواة باسم "عمرو بن حريث" ليس فيهم من يستقيم معه هذا الإِسناد: فواحد منهم يذكر في صغار الصحابة. وآخر يحتمل أنه هو الأول. وثالث مصري لم يرو عنه ابن جُريج. ورابع مختلف في شأنه، بل في شخصه، مترجم في التهذيب ولسان الميزان. ثم "ابن عمارة"! من هو؟ وكيف غفلوا عنه وتركوه؟! ثم اليقين بأن هذا تصحيف من الناسخين، وأن صوابه "عمرو بن يحيى بن عمارة" - بأن مسلمًا روى هذا الحديث بنصه 1: 390، من طريق حجاج بن محمَّد، ومن. طريق عبد الرزاق، كلاهما عن ابن جُريج، قال: "أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة، أنه سمع القراظ - وكان من أصحاب أبي هريرة - يزعم أنه سمع أبا هريرة ... "، إلخ. فهذا يرفع كل شك في صحة الإِسناد، وتصحيح اسم راوي الحديث. ولكني لم أستجز تغيير ما ثبت في الأصول الثلاثة - على يقيني من صحة ما ذهبن إليه -: احتياطًا، حتى أجد أصلاً آخر من المسند يؤيد ذلك.
وعمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني: مضى توثيقه: 4520، 5402 القراظ: هو أبو عبد الله دينار القراظ الخزاعي المدني: شق توثيقه: 1558. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 1/ 2 / 430. والحديث يأتي معناه، من وجهين آخرين، عن أبي عبد الله القراظ: 8075، 8672. وقد مضى معناه أيضاً - في حديث مطول: 1593، من رواية أبي عبد الله القراظ، عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. وسيأتي أيضاً كذلك: 8355. ومضى نحوه مختصراً كما هنا: 1558، من رواية القراظ، عن سعد، وحده. وللحديث إسناد آخر: فرشاه ابن ماجة: 3114، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به مرفوعاً. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

الصفحة 457