كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "إذا دخل رمضان فُتِّحَتْ أبواب الرحمة، وغُلِّقَتْ أبواب جهنم، وسُلْسِلَتْ الشياطين".

7769 - وحدثناه يعقوب، حدثني أبي، عن ابن إسحق، قال:
__________
(7769) إسناده ضعيف، لانقطاعه من ناحيتين. وإن كان المتن ثابتًا صحيحًا متصل الإِسناد، بالإسنادين قبله، وبالإسناد بعده. فأول ما فيه من الانقطاع: أن ابن إسحق لم يسمعه من الزهري، كما قال هو هنا: "ذكر أن ابن شهاب قال ... ". فهو صريح في أنه أخذه عن مجهول، عبّر عنه بالفعل المبنى لما لم يسم فاعله: "ذكر". وثانيهما: جعله الحديث من رواية "ابن أبي أنس" - المذكور خطأ، كما بينا من قبل باسم: ابن أبي أنيس-: "أنه سمع أبا هريرة". وصرح الإِمام أحمد أنه لم يقل في هذا الإِسناد "عن أبيه". وإنما سمعه ابن أبي أنس من أبيه عن أبي هريرة، ولم يسمعه من أبي هريرة. وهذا الإِسناد
رواه النسائي 1: 299 - يعد الأسانيد التي أشرنا إليها في الحديثين السابقين، وجزم بأنه خطأ. ولكن وقع في نسخ النسائي خطأ، نرى أنه من الناسخين يقينًا، كما سنبين إن شاء الله. فرواه عن عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه - وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، شيخ أحمد هنا - عن أبيه، عن ابن إسحق، "عن الزهري، عن ابن أبي أنس، [عن أبيه]، عن أبي هريرة. ثم قال النسائي: "هذا خطأ، ولم يسمعه ابن إسحق من الزهري. والصواب ما تقدم ذكرنا له". ولم يذكر النسائي في روايته قول ابن إسحق "ذكر أن ابن شهاب قال" - الثابت في رواية المسند هنا، بل قال "عن الزهري". ولكنه أبان
عن انقطاعه بقوله "ولم يسمعه ابن إسحق من الزهري". ولكن زيادة [عن أبيه] في هذا الإِسناد، خطأ قطعًا. بدليل رواية أحمد هنا عن يعقوب، بالإسناد نفسه، مع تصريحه فيه بقول "ولم يقل عن أبيه". ولدليل قول النسائي نفسه: هذا خطأ ... والصواب ما تقدم ذكرنا له". يريد أن رواية ابن إسحق خطأ في حذف قوله "عن أبيه"، وأن الصواب هو الروايات السابقة، الثابت فيها قوله "عن أبيه". فهذه الزيادة خطأ من الناسخين يقينًا.
ولكنها ثابتة في نسختي النسائي المطبوعتين بمصر وبالهند، وفي نسختين مخطوطتين عندي. فالظاهر أنه خطأ قديم، من الناسخين القدماء.

الصفحة 472