كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 7)

عن ذكوان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لأنْ يمتلئَ جوف الرجل قَيْحًا يَرِيه، خير له من أن يمتلئ شِعْرًا".

7862 - حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفين، عن صالح بن نبهان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "لا تباغضوا ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا".
__________
= من حديث سعد بن أبي وقاص: 1506، 1507، 1535، 1569. ومن حديث ابن عمر: 4975، 5470. وقوله "يريه"، قال ابن الأثير: "هو من الوري: الداء. يقال: وَرَى، يَوْرِىِ، فهو مَوْرِيّ، إذا أصاب جوفَه الداء. قال الأزهري: الوَرْي، مثال الرَمْى: داء يداخل الجوفَ. يقال: رجل مَوْرِيُّ، غير مهموز. وقال الفراء: هو الوَرَى، بفتح الراء.
وقال ثعلب: هو بالسكون المصدر، وبالفتحِ الاسم. وقال الجوهري: وَرَى القّيْحُ جوفَه، يَريه وَرْيًا: أكلَه. وقال قوم: معناه حتى يصيبَ رئتَه. وأنكره غيرهم، لأن الرئة مهموزة، وإذا بَنَيْتَ منه فعلاً قلتَ: رَآه يَرْآه فهو مَرْئِيٌّ. وقال الأزهري: إن الرئة أصلها من وَرَى، وهي محذوفة منه. يقال: وريْتُ الرجلَ فهو مَوْرِيٌّ، إذا اصبنَ رِئته. والمشهور في الرئة الهمز".
وقال الحافظ في الفتح: "ولا يلزم من كون أصلها مهموزًا، أن لا تستعمل مسهلة".
و"يريه" - هنا: مرفوع، فيقرأ بسكون الياء الثانية. وقال الحافظ: "قال ابن الجوزي: وقع في حديث سعد عند مسلم "حتى يريه". وفي حديث أبي هريرة عند البخاري بإسقاط "حتى" فعلى ثبوتها يقرأ "يريه" بالنصب، وعلى حذفها بالرفع. قال: ورأيت جماعة من المبتدئين يقرؤنها بالنصب مع إسقاط "حتى" جُريًا على المألوف. وهو غلط، إذ ليس هنا ما ينصب. وذكر أن ابن الخشاب نبهه على ذلك".
(7862) إسناده حسن، ومعناه ثابت صحيح. صالح بن نبهان: هو صالح بن أبي صالح مولى التوأمة. وقد بينا في: 2604 أنه خرف بعد أن كبر، وأن الثوري سمع منه بعد ما خرف.
وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/293. وابن أبي حاتم 2/ 1/416 - 418. ومعناه ثابت، مضى ضمن حديثين صحيحين 7173، 7845. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة.

الصفحة 518