كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)

أبي صالح، عن أبي هريرة - إن شاء الله - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يوشك أن تضربوا، وقال سفيان مرةً: أن يضرب الناس أكباد الإبل، يطلبون العلم، لايجدون عالما أعلمَ من عالم أهل المدينة. وقال قوم: هو العمري، قال: فقدموا مالكاً.
__________
= ابن جُريج، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً، مثله. وكذا قال يحيي بن عبد الحميد: عن سفيان بن عيينة، عن ابن جُريج، عن أبي الزناد. قلت [القائل ابن كثير]: والمشهور "أبو الزبير" - كما عند أحمد والترمذي. وقد رواه البخاري: عن ابن جُريج، عن أبي الزُّبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - موقوفاً".
وقوله في هذا الإِسناد هنا "عن أبي هريرة -إن شاء الله- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" - ليس شكا في رفع الحديث، بل هو مرفوع على اليقين. إنما هو اختلاف عبارة من أحد الرواة، ولعله سفيان بن عيينة. ففي رواية الحاكم بالإسنادين الأولين، وإحدي روايات الخطيب: "قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -". ثم قال الحاكم: "وقد كان ابن عيينة ربما يجعله "رواية" ثم ساق الإِسناد الثالث: "عن أبي هريرة روايةً"، وهذا يكون مرفوع أيضًا، كما نقرر في علم المصطلح. وكذلك رواية الترمذي، جاء فيها "روايةً"، كرواية الحاكم الأخيرة. وفي رواية الخطيب (6: 366): "عن أبي هريرة، مرفوعاً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وفي روايتيه (7: 306 - 307 و13: 17): "عن أبي هريرة، يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - " وفي رواية ابن أبي حاتم: "عن أبي هريرة، قيل له: يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم". والظاهر أن الذي سئل عن
ذلك هو ابن عيينة. ففي مجموع هذه الروايات دلالة على أن سفيان بن عيينة هو الذي كان ينوع العبارة عن رفع الحديث بألفاظ مختلفة. كلها بمعنى واحد. وقوله "وقال قوم: هو العمري، قال: فقدموا مالكًا" - هذه عبارة موجزة جداً، لا يكاد المراد منها يستبين.
وقد جاءت في الروايات الآخر مفصلة: فقال الترمذي - عقب الحديث- "قال إسحاق ابن موسى: وسمعت ابن عيينة قال: هو العمري الزاهد، واسمه عبد العزيز بن عبد الله.
وسمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق: هو مالك بن أنس". وقد وهم الترمذي، أو شيخه إسحاق بن موسى، في تسمية العمري المراد هنا. فالصحيح أنه "عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله". فذكر أبوه بدلاً، منه، خطأ كما سيبين مما سيأتي. وروي ابن أبي =

الصفحة 100