كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)
قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: خرجت إليكم وقد بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة، فكان تلاحى بين رجلين بسدة المسجد، فأتيتهما لأحجز بينهما، فأنسيتهما، وسأشدو لكم [منهما] شدواً، أما ليلة القدر، فالتمسوها في العشر الأواخر وترًا، وأما مسيحِ الضلالة، فإنه أعور العين، أجلي الجبهة، عريض النحر، فيه دفأ، كأنه قَطَنُ بن عبد العزى، قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ قال: لا، أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر.
__________
= صفة الدجال "أن فيه دفأ" أي: انحناء. فإن كان هذا صحيحًا فهو من القياس؛ لأن كل ما أدفأ شيئاً فلابد من أن يغشاء ويجنأ عليه". ثم ذكر مادة "دفا"، بالقصر، فقال: "الدال والفاء والحرف المعتل، أصل يدل على طول في انحناء". ووقع هنا في ح "دفاء" بالهمزة الممدودة، وهو خطأ وتصحيف. قوله "كأنه قطن بن عبد العزى ... " إلخ - هنا أخطأ المسعودي، واختلط عليه حديث بحديث. قال الحافظ في الفتح 13: 89، بعد إضارته إلى هذا الحديث، وإلى هذه الفقرة منه: "وهذه الزيادة ضعيفة، فإن في سنده المسعودي، وقد اختلط. والمحفوظ: أنه عبد العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية، كما قال
الزهري، والذي قال "هل يضرني شبهه؟ " - هو أكثم بن الجون. وإنما قاله في حق عمرو بن لحي، كما أخرجه أحمد والحاكم، من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رفعه: عرضت على النار، فرأيت فيها عمرو بن لحى - الحديث، وفيه: وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي لجون، فقال اكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: لا، إنك مسلم، وهو كافر، فأما الدجال، فشبهه بعبد العزى بن قطن". وقد فصل الحافظ ذلك أيضاً في الإصابة، في ترجمة "أكثم 1: 61، وفي ترجمة "قطن بن عبد
العزى"، 5: 244، ودل كلامه على أنه لا يوجد صحابي بهذا الاسم، وأنه لم يذكر إلا بناء على هذا الخطأ في هذا الحديث. ولكن الحافظ سها سهواً شديدًا في ترجمة "قطن"، وسبقه قلمه، فكتب: "أن الذي قال أيضرني شبهه؟ - كلثوم ... كما في كلثوم"، ولم يذكر شيئاً من ذلك في أسماء "كلثوم" من الإصابة. وإنما أراد الله أن يكتب "اكثم"، فكتب "كلثوم". قوله "وهو امرؤ كافر"، في م "رجل". وهي مخالفة لسائر الأصول وانظر جمهرة الأنساب لابن حزم: 222 - 223. وانظر في شأن ليلة
القدر، ما مضى: 2352، 5651. وفي شأن الدجال: 2854، 6425. وفي شأن ابن لحي: 7696.
الصفحة 22
424