بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "إنها ستأتي على الناس سنون خداعة ويصدق فيها الكاذب، ويكَذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرُّويبضة"، قيل: وما الرويبضة؟، قال: "السفيه يتكلم في أمر
__________
= الفرات". ثم يؤيد هذا الصواب أنه سيأتي بهذا الاسم في حديث آخر في المسند: 7913، وأن السندي نقله أيضاً على الصواب في شرح ابن ماجة، عن زوائد البوصيري، كما سيأتي في التخريح، إن شاء الله. فيكون ما في ابن ماجة: أنه نسب إلى جده اختصارا. وهذا الراوي قال فيه الذهبي وغيره: "مجهول". ولكن ذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الحاكم ووافقه الذهبي. فهو قد عرف بعضهم شخصه وحاله.
فهو على الستر - على الأقل - ويكون حديثه لا يقل عن درجة الحسن. والحديث في جامع المسانيد 7: 326، عن هذا الموضع. ورواه ابن طس:: 4036، (2: 257 من شرح السندي)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هرون - شيخ أحمد هنا - بهذا الإِسناد، نحوه. وقال السندي: "وفي الزوائد: في إسناده إسحق بن بكر بن أبي الفرات، قال الذهبي في الكاشف: مجهول، وقيل: منكر. وذكره ابن حبان في الثقات"، ومن العجب أن الذهبي يقول فيه هذا في الكاشف، ثم لا يذكره أصلاً في ميزان
الاعتدال!! وأغرب منه أن يوافق الحاكم على تصحيح حديثه. ووقع في ابن ماجة: "عن المقبري، عن أبي هريرة". فكأن أبا بكر بن أبي شيبة وهم فيه، فاختصر نسب إسحق فنسبه لجده، واختصر قال! مناد، فجعله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، دون ذكر "عن أبيه". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 465 - 466، من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هرون، به نحوه. قال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه". ووقع اسم هذا الراوي في المستدرك" "إسحق بن بكر بن الفرات"- بحذف كلمة "أبي"، والظاهر أنه خطأ ناسخ أو طابع. وللحديث إسناد آخر صحيح: فسيأتي: 8440، من
طريق فليح، عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبي هريرة، مرفوعاً، بنحوه. ثم إن له شاهدا صحيحا من حديث أنس، سيأتي في المسند، بمعناه، بإسنادين صحيحين: 13331، 13333. وانظر: 7063. "الرويبضة"، فسر معناه في متن الحديث مرفوعاً.
قال ابن الأثير: "الرويبضة: تصغير الرابضة. وهو العاجز الذي ربض عن معالى الأمور وقعد عن طلبها. وزيادة التاء للمبالغة. والتافه الخسيس الحقير".