كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)

إسحق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -. قال: "إن للمنافقين علاماتٍ يعرفون بها: تحيتهم لعنة، وطعامهم نُهبة، وغنيمتهم غُلول، ولا يقربون المساجد إلا هَجْراً، ولايأتون الصلاة إلا دَبْراً، مستكبرين، لا يألفون ولايؤلفون، خُشُب بالليل، صُخُب بالنهار". وقال يزيد مرةً: "سخب بالنهار".

7914 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: وأبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، حدثنا عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة - المعنى: أن الناس قالوا لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -: يا رسول الله، هل نرى ربنا عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة؟ فقال
__________
= وسكون الهاء: اسم الانتهاب، كالنهبى، بالألف القصورة. وقوله "لا يقربون المساجد إلا هجراً": هو بفتح الهاء من "هجراً". والهجر: الترك والإعراض عن الشيء. يعني: أنهم لا يقربون المساجد، بل يهجرونها. وقوله "ولا يأتون الصلاة إلا دبراً": هو بفتح الدال المهملة وسكون الموحدة، أي: آخرًا، حين كاد الإِمام أن يفرغ. ونصب على الظرفية.
ويجوز أيضًا ضم الدال. خشب بالليل: أي ينامون الليل لا يصلون. شبههم في تمددهم نيامًا بالخشب المطّرحة. قال ابن الأثير: "وتضم الشين، وتسكن تخفيفًا". "صخب بالنهار": بضم الصاد المهملة والخاء المعجمة. وفي الرواية الأخرى ليزيد في الحديث "سخب" بالسين المهملة. والسخب والصخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام.
قال الزمخشري في الفائق: 345 "والأصل السين ... والصاد بدل. والذي أبدلت له وقوع الخاء، بعدها، كقولهم "صخر" في "سخر" والغين والفاف والطاء أخوات الخاء في ذلك ... والمراد رفع أصواتهم وضجيجهم في المجادلات والخصومات وغير ذلك".
وقال ابن الأثير: "أي إذا حسن عليهم الليل سقطوا نيامًا، كأنهم خشب، فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحًا وحرصًا".
(7914) إسناده صحيح، وقد رواه أحمد عن شيخين، هما: سليمان بن داود الهاشمي، وأبو =

الصفحة 37