كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)

حدثني شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: إني لشاهد لوفد عبد قيس قدموا على رسول الله -صلي الله عليه وسلم -قال: فنهاههم أن يشربوا في هذه الأوعية الحنتم والدباء والمزفت والنقير قال: فقام إليه رجل من القوم فقال: يا رسول الله إن الناس لا ظروف لهم. قال: فرأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - كأنه يرثي للناس قال: فقال: اشربوا ما طاب لكم فإذا خبث فذروه.

8642 - حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا حمّاد - يعني ابن سلمة عن ثمامة عن أبي هريرة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - قال: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء".
8642 م- قال حمّاد وحبيب بن الشهيد عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي -صلي الله عليه وسلم - كلف مثله.

8643 - حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا جرير بن حازم عن
__________
= القرع، والمزفت: هو الإناء المزفت بالزفت، والنقير: هو الخشب المنقور، وحرمت لأن الشراب فيها قد يصبح مسكراً دون علم به.
(8642) رواه البخاري وابن ماجة عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير، ورواه أبو داود والنسائي، وهو في درجة عالية من الصحة، وقد ذهب علماؤنا الأوائل إلى أنه لا مانع عقلا أن يجمع الله الداء والدواء في شيء واحد، بل هو مشاهد كما في النحلة تخرج العسل الذي فيه الشفاء من فيها، وتلقى السم من أسفلها، وقد توصل الطب حديثاً إلى أن في الذباب مادة قاتلة للميكروب، وبغمسه في الإناء تكون هذه المادة سببًا في إبادة ما يحمله الذباب من الجراثيم.
(8643) روى السيوطي نحوه بلفظ: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة" رواه مالك، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم عن بلال =

الصفحة 379