يقول: "إلا إله إلا الله" من أهل النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً، ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يقول: "لا إله إلا الله"، فيعرفونهم في النار، يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، وحرم الله عَزَّ وَجَلَّ على النار أن يأكل أثر السجود، فيخرجون من النار قد
امتُحشُوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحِبَّة، وقال أبو كامَل: "الحَبَّة" أيضاً - في حَمِيل السَّيْل، ويبقى رجل مقبلَ بوجهه على النار، وهو آخر أهل الجنة دخولاً، فيقول: أي رب، اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قَشَبَني ريحها، وأحرقني دُخَانها، فيدعو الله ما شاء أن يدعوه، ثم يقول
الله عز وجل: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيره، ويعطي ربه عَزَّ وَجَلَّ من عهودٍ ومواثيق ما شاء، فيصرف الله عَزَّ وَجَلَّ وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، قربني إلى باب الجنة، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ له: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك، ويلك يا بن آدم، ما أغدرك! فيقول: أي رب، فيدعو الله، حتى يقول له: فهل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا
__________
= هذا هو الصواب الموافق للرواية الماضية. وفي رواية مسلم: "فمنهم المؤمن بقى بحمله"، وهو عندي - صحيف وخطأ. واختلفت نسخ البخاري في هذا الموضع. وبعضها موافق لما ثبت هنا في المسند. قوله "ثم يتجلى"، هذا هو الثابت في ح ونسخة بهامش م.
وكذلك هو في رواية البخاري. قال القسطلاني موثقًا لها: "بتحتية ففوقية فجيم فلام مشددة مفتوحات. كذا في الفرع كأصله، مصححًا عليه، أي يتبين". يعني فرع اليونينية وأصلها. وفي ك م وجامع المسانيد: "ينجي". وهو موافق للرواية الماضية ورواية مسلم. قوله "امتحشوا": ضبطناه هنا بالبناء لما لم يسم فاعله تبعاً لضبط رواية البخاري وبذلك ضبطها القسطلاني كتابة. ويجوز فيها البناء للفاعل، كما شرحنا آنفًا في الرواية الماضية. قوله "الحبة": هو بكسر الحاء المهملة رواية واحدة، كما بينا شرحها آنفا. ولكن قوله "وقال