كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)

7957 - حدثنا محمَّد بن جعفر، حدثنا شُعبة، عن محمَّد بن
__________
= والذعت، والدعت- بالذال والدال: الدفع العنيف ". وقال البخاري فما الصحيح 3: 64 فتح (2: 64 من الطبعة السلطانية للمتن): " ثم قال النضر بن شميل "فذعته" أي خنقته، و "فدعته" - من قول اله: {يوم يدعون}، أي يدفعون، والصواب "فدعته" إلا أنه كذا قال، بتشديد العين والتاء". فرواية الذال المعجمة صحيحة كرواية المهملة، وكلاهما بتخفيف العين. وقد أخطأ التفسير بن شميل في تشديد العين مع المهملة، كما خطأه البخاري، له دره. والذي يفهم من كلام الحافظ في الفتح 3: 64 - 65، أن الذي حكاه بتشديد العين هو شُعبة، وأن النضر هو الذي خطأه في ذلك، والكلام محتمل. وقوله" فذكرت دعوة أخي سليمان: رب {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} "-
هكذا ثبت في أصول المسند وجامع المسانيد. وهو ظاهر أنه يشير إلى دعاء سليمان اقتباسًا، لا أنه تلاوة للآية: 35 من سورة ص {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}. والذي في رواية النضر بن شميل عند مسلم {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} - على تلاوة الآية. وكل الروايات التي ذكرناها في البخاري، مثل رواية المسند هنا، على سبيل الاقتباس، لا على سبيل التلاوة. إلا أن الحافظ حكى في أول روايات البخاري 1: 491 - 492، أن رواية أبي ذر- أحد رواة الصحيح- فيها نص التلاوة، خلافًا لبقية الروايات. ثم قال: "قال الكرماني: لعله ذكره على طريق الاقتباس، لا على قصد التلاوة. قلت [القائل ابن حجر]: ووقع عند مسلم كما في رواية أبي ذر، على نسق التلاوة. والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة". أقول: وهكذا نقل الحافظ عن رواية أبي ذر. ولكن الذي رأيته في هذا الوضع في اليونينية- من البخاري- كمثل رواية المسند، ولم يذكر بهامشها رواية أخرى لأبي ذر. انظر الطبعة السلطانية 1: 99. ثم إن الحافظ رحمه الله لعله نسي سائر الروايات التي أشرنا إليها في البخاري، فإنها كهذه الرواية سواء، دون ذكر لاختلاف نسخه أو رواياته. وقوله "فرده خاسئًا"، يريد: فرده الله خاسئًا. وهو الثابت في رواية مسلم. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 7: 209، عن إحدى روايات البخاري، ثم قال: "وكذا رواه مسلم، والنسائي،
من حديث شُعبة، به".
(7957) إسناده صحيح، وهو والذي بعده في جامع المسانيد والسنن 7: 338، عن هذا الوضع. =

الصفحة 89