كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)

بوذويه، أخبرني من سمع وهبًا يقول: أخبرني، يعني همامًا -[قال عبد الله ابن أحمد]: كذا قال أبي - قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال أحدُكم في صلاة ما دام ينتظر التي بعدها، ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مسجده، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث"، قال: فقال رجل من أهل حضرموت: وما ذلك الحدث يا أبا هريرة؟ قال: إن الله لا يستحي من الحق، إن فَسَا أو ضَرطَ.

7880 - حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، أخبرنا يزيد بن كيسان: استأذن على سالم بن أبي الجعد وهو يصلي، فسبحِ لي، فلما سلمِ قال: إن إذْنَ الرجل إذا كان في الصلاة [أن] يُسبح، وإن إذْن المرأة أن تصَفق.
__________
الحدث الذي فسره أبو هريرة هنا. وقد مضى معناه ضمن الحديث: 7424، من رواية أبي صالح، عن أبي هريرة. ومضى نحو معناه: 7542، من رواية العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة ومضى بقريب من لفظه: 7603، من رواية ابن سيرين، عن أبي هريرة، دون تفسير الحدث. وتفسير أبي هريرة للحديث ثابت أيضاً صحيح، في هذا الحديث وغيره.
فروى البخاري 1: 246، من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة، مالم يحدث. فقال رجل أعجمي: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: الصوت، يعني الضرطة". وروى أحمد والشيخان، من حديثه مرفوعًا أيضًا: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث، حتى يتوضأ. فقال رجل من أهل حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط". وهو في المنتقى: 312.
(7880) هذا أثر عن سالم بن أبي الجعد، وليس بحديث. وإسناده إليه صحيح. وسالم بن أبي الجعد: تابعي ثقة متأخر، مضت ترجمته: 6493. ونزيد هنا أنه ترجمه ابن أبي حاتم 2/ 1/181. وإنما ذكر الإِمام أحمد هذا الأثر هنا - وليس من المسندات، ليذكر بعده مرسل الحسن البصري، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، ثم يتبعهما حديث أبي هريرة: 7882، المرفوع، "مثله". لأنه هكذا سمع الثلاثة من شيخه مروان بن معاوية الفزاري. فلم يستجز أن يذكر الحديث المرفوع بلفظ كلام سالم بن أبي الجعد، ولم يسمعه إلا مجملاً: "مثله". =

الصفحة 9