كتاب مسند أحمد ت شاكر (اسم الجزء: 8)

عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "إن سورةً من القرآن، ثلاثون آيةً، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.
__________
= "عباد الجشمي"، بالدال بدل السين المهملة. وهذا تحريف. من الناسخين يقيًا. وهو مختلف في اسمه اختلافًا قديماً: أهو "عباس"، أم "عياش"، بالياء التحتية والشين المعجمة. فوقع في مخطوطة المنذري في تهذيب السنن" رقم: 1354 "عياش". وعلقنا عليه هناك بأنه "تصحيف". ثم الآن استبان لنا أن الصواب غير ذلك، كما سيأتي.
والظاهرأن البخاري رحمه الله لم يستبن له ترجيح أحد القولين، لا لراو واحد. فقال 4/ 1/ 4، في باب "عباس": "عباس الجشمي، روى عنه قتادة، والجريري. يروي عن عثمان، قاله معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة. وقال عبد الأعلى عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن "عياش بن عبد الله" أن عثمان كتب، في المسافر". وهكذا ثبت في أصل التاريخ الكبير الاسم في أول الترجمة "عباس"، وأثناءها قبيل آخرها "عياش"، كما بين ذلك مصحه العلامة الشيخ عبد الرحمن اليماني. ثم ترجم البخاري 4/ 1/47، في باب "عياش": "عياش بن عبد الله، قال: كتب عثمان. روى عنه قتادة، وروى أيضاً عن
أبي قتادة العدوي". فهذه الترجمة الثانية، نرجح أنها لهذا التابعي نفسه. وإن اختلفت العبارتان فقد تقاربتا. وأما ابن أبي حاتم، فقد جزم بأنه "عيايش"، وحكى القولين. فقال في 3/ 2/ 5، في باب "عياش: "عياش بن عبد الله. وقال بعضهم: عباس. وعياش أصح.
قال: كتب عثمان. وروى عن أبي قتادة العدوي. "روى عنه قتادة". وابن حبان جزم بأنه "عياش"، فذكره في الثقات في هذه الترجمة، ص: 300. ولم يحك فيه خلافًا، ولم يذكره في ترجمة "عباس". فقال ابن حبان: "عياش بن عبد الله الجشمي. يروي عن عثمان بن عفان، وأبي هريرة. روى عنه قتادة". فعن هذه الدلائل نرجح مارجحه ابن أبي حاتم وابن حبان، من أنه! عياش. ولكنا أثبتناه هنا باسم "عباس" اتباعاً لأصول المسند ومراعاة للخلاف. وفي المشتبه للذهبي، ص: 334، وتحريره للحافظ ابن حجر، ص: 315 (مخطوط مصور): "وعياش بن عبد الله اليشكري، شيخ لقتادة". والدلائل
والقرائن- عندنا- دل على أنه هو هذا التابعي الذي هنا، وأن الذهبي سها أو أخطاً في =

الصفحة 94