كتاب مصنف ابن أبي شيبة (عوامة) (اسم الجزء: 21)
38953- حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَاوَانَ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْحَجَّ ، فَإِنَّا لبِمَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا إذْ أَتَانَا آتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِد ، فَانْطَلَقْت فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ فِي الْمَسْجِد ، فَإِذَا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ جَاءَنَا عُثْمَان ، فَقِيلَ : هَذَا عُثْمَان ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُلِيَّةٌ لَهُ صَفْرَاءُ ، قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ ، قَالَ : هَاهُنَا عَلِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : هَاهُنَا الزُّبَيْرُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : هَاهُنَا طَلْحَةُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : هَاهُنَا سَعْدٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ هَلْ تَعْلَمُونَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلاَنٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا ، أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا ، فَأَتَيْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ لَهُ : ابْتَعْته ، قَالَ : اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَلَك أَجْرُهُ ؟ فَقَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ.
2- قَالَ : فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنِ ابْتَاعَ رُومَةَ , غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ أَتَيْته ، فَقُلْتُ : قَدِ ابْتَعْتهَا ، قَالَ : اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ ، قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ.
3- قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : مَنْ جَهَّزَ هَؤُلاَءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، يَعْنِي جَيْشَ الْعُسْرَةِ ، فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا خِطَامًا وَلاَ عقَالاً ، قَالَ : قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلاَثًا.
4- قَالَ الأَحْنَفُ : فَانْطَلَقْت فَأَتَيْت طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَقُلْتُ : مَن تَأْمُرَانِي بِهِ وَمَنْ تَرْضَيَانِهِ لِي ، فَإِنِّي لاَ أَرَى هَذَا إِلاَّ مَقْتُولاً ، قَالاَ : نَأْمُرُك بِعَلِيٍّ ، قَالَ : قُلْتُ : تَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ، قَالاَ : نَعَمْ.
الصفحة 386