كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 1)

من المشهور المعروف، وأصحاب الحديث يعبرون عن المناكير بهذه العبارة".
ولهذا قال شعبة بن الحجاج ثم ساق إسناده إلى أمية بن خالد، "قال: قيل لشعبة مالك لا تروي عن عبد الملك بن أبي سليمان، وهو حسن الحديث؟. فقال: من حسنها فررت" (¬١).
ويظهر جليًا من النص الأخير أن السائل أراد بالحسن الغريب الصحيح، وأن شعبة أراد به الغريب المستنكر.
ذلك أن عبد الملك بن أبي سليمان واق قال فيه الحافظ: "صدوق له أوهام" (¬٢).
فالسائل أطلق الحسن على الغريب الصحيح إطلاقًا لغويًا حسب اعتقاده في عبد الملك وشعبة أطلق الحسن بمعنى الغريب المستنكر حسب تخوفه من أوهام عبد الملك إذ أنه وهم بأحاديث (¬٣).
_________
(¬١) الجامع لأخلاق الراوي وأداب السامع (٢/ ١٠٠ - ١٠١).
والجرح والتعديل (١/ ١٤٦) وإسناده إلى شعبة جيد.
(¬٢) التقريب: (٤١٨٤).
(¬٣) ومن ذلك أنه وهم بحديث الشفعة، وبحديث آخر هو ما رواه الطحاوي (شرح المعاني/٢٣)، والدارقطنى (سننه ١/ ٦٤) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن عطاء، عن أبي هريرة - في الإناء يلغ فيه الكلب أو الهر - قال: "يغسل ثلاث مرات".
أقول: إن رواية عبد الملك بن أبي سليمان هذه تفرد بها، وقد نص النقاد على أنه أخطأ بها، وقد خالفه الثقات بذلك؛ فقد روى الدارقطني ١/ ٦٦ من طريق حماد بن يزيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة - في =

الصفحة 132