كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 1)
الفوارق الكبيرة بين المتقدمين والمتأخرين، كما أنهم لم يعرفوا بقية المصطلحات.
وقد جرى على منوال المتقدمين من بلغتنا مؤلفاتهم في علوم الحديث مثل القاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (٢٦٠ - ٣٦٠ هـ)، في كتابه "المحدث الفاصل".
والحاكم أبي عبد الله النيسابوري (٣٢١ - ٤٠٥ هـ).
والحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (٣٩٢ - ٤٦٣ هـ) في كتابه: "الكفاية".
فلم يعرفوا الحديث الحسن.
والمشهور أن أول من عرف الحديث الحسن.
هو الإمام الترمذي - رحمه الله - وتعريفه ينطبق على الحسن لغيره.
قال - رحمه الله -: "وما ذكرنا في هذا الكتاب: حديث حسن فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا، كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذا، ويروى من غير وجه" (¬١).
ولم ينسب هذا التعربف إلى أهل الحديث، ولم يتجاوز به كتابه "الجامع" إلى مؤلفات غيره من أئمة الحديث.
وعرفه الإمام أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي (٣١٩ - ٣٨٨ هـ) فقال: "ثم اعلموا أن الحديث عند أهله على ثلاثة أقسام:
حديث صحيح، وحديث حسن، وحديث سقيم.
فالصحيح عندهم ما اتصل سنده وعدلت نقلته.
_________
(¬١) جامع الترمذي (٥/ ٧٥٨)، كتاب العلل الصغير.