كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 1)

عجز حمار وحش، وَهُوَ بالجُحْفَة (¬١) فأكل مِنْه وأكل القوم" (¬٢).
فهذا الْحَدِيْث مخالف لرواية الثقكات، وفيه راويان فيهما مقال:
الأول: يحيى بن أيوب الغافقي:
فهو وإن حسّن الرأي فيْه جَمَاعَة من الْمُحَدِّثِيْنَ فَقَدْ تَكلمَ فِيْه آخرون، فَقَدْ ضعّفه أبو زرعة (¬٣)، والعَقيَلي (¬٤)، وقالَ أحمد: كَانَ سئ الحَفظ (¬٥)، وقالَ أبو حاتم: "محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج بِهِ" (¬٦)، وقالَ النسائي: "ليس
_________
(¬١) وَهِيَ قرية كبيرة، ذات منبر، تقَع علَى طريق مكة، وَكَانَ اسمها مَهْيَعة، وسميت بالجحفة؛ لأن السيل جَحَفها، وبينها وبين غدير خم ميلان. انظر: مراصد الاطلاع ١/ ٣١٥.
(¬٢) رَوَاه البيهقيّ في السنن الكبرى ٥/ ١٩٣، وقَالَ: "هَذَا إسناد صَحِيْح، فإن كَانَ محفوظًا فكأنه رد الحى وقبل اللحم" وقَدْ تعقبه ابن التركمانى فَقَال: "هَذَا في سنده يحيى بن سليمان الجعفي، عن ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب هوَ الغافقي المصري، ويحيى بن سليمان ذكره الذهبي في "الميزان"، و "الكاشف" عن النسائي أن ليس بثقة، وقالَ ابن حبان: ربما أغرب، والغافقى قَالَ النسائي: ليس بذاك القوي، وقالَ أبو حاتم: لا يحتج بهِ، وقَالَ أحمد: كَانَ سيء الحفظ يخطئ خطأ كثيرًا، وكذبه مالك في حديثين، فعلى هَذَا لا يشتغل بلَاويل هَذَا الْحَدِيْث لأجل سنده ولمخالفته للحديث الصَّحِيْح". الجوهر النقى ٥/ ١٩٣ - ١٩٤، وانظر: الميزان ٤/ ٣٨٢، والكاشف (٦١٨١)، والثقات لابن حبان ٩/ ٢٦٣، والجرح والتعديل ٩/ ١٥٤.
(¬٣) سؤالات البرذعي: ٤٣٣.
(¬٤) الضعفاء الكبير ٤/ ٣٩١.
(¬٥) الجرح والتعديل ٩/ ١٢٢، وتهذيب الكمال ٨/ ١٧.
(¬٦) الجرح والتعديل ٩/ ١٢٨.

الصفحة 238