كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 4)

المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة قال: "إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة" فقام سراقة بن مالك بن جشعم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أو لأبد فشبك رسول الله أصابعه واحدة في الأخرى وقال: "دخلت العمرة في الحج" مرتين، "لا بل لأبد أبد". وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعرق: فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله فيما ذكرت عنه، قال فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: "صدقت صدقت"، قال: "ماذا قلت حين فرضت الحج"؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، قال: "فإن معي الهدي فلا تحل". قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة، قال: فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا الحج وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس، فقال: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث" كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل "وربا أهل الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا

الصفحة 244