كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 4)

حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي. ثم انصرف المنحر، فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر منها، وأشركه في هديه وأمر مع كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: "انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم" فناولوه دلوا فشرب منه.
سيأتي ذكره في مسند جابر بن عبد الله.

٢٩٧ - وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، فقال: "هذه عرفة، وهذا الموقف، وعرفة كلها موقف"، ثم أفاض حين غابت الشمس، فأردف أسامة، وجعل يسير على هينته، والناس يضربون يمينا وشمالا لا يلتفت إليهم، وهو يقول: "يا أيها الناس عليكم بالسكينة" ثم أتى جمعا فصلى بهم الصلاتين جميعا، فلما أصبح أتى قزح فوقف عليه، فقال: "هذا قزح، وهذا الموقف وجمع كلها موقف" ثم أفاض، فلما انتهى إلى وادي محسر قرع ناقته فخبت حتى جاز الوادي، وقف وأردف الفضل، ثم أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المنحر، فقال: "هذا المنحر ومنى كلها منحر". واستفته جارية من خثعم، فقالت: إن أبي شيخ كبير قد أفند، وقد أدركته فريضة الله في الحج فيجزئ أن أحج عنه؟ قال: "حجي عن أبيك". ولوى عنق الفضل، فقال له العباس: لم لويت عنق ابن عمك؟، قال: "رأيت شابا وشابة، فلم آمن الشيطان عليهما". وأتى رجل، فقال: يا رسول الله، إني أفضت قبل أن أحلق، قال: "احلق، وقصر، ولا حرج". وجاء رجل آخر، فقال: يا رسول الله، إني ذبحت قبل أن أرمي، قال:

الصفحة 246