كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 4)
قائمًا، فكف عن طلبهم ودعاهم إلى الإسلام، فسارعوا وأجابوا، وتقدّم نَفَرٌ من رؤَسائهم فبايعوه على الإسلام، وقالوا: نحن على مَن وراءنا من قومنا، وهذه صَدَقاتنا فخُذْ منها حقَّ الله!. (¬١)
سيأتي ذكره في مُسند أبي رافع مولى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
٤٩٥ - عن عبد الله بن أُنيس، قال: خرجنا من المدينة حتى أتينا خيبرَ، قال: وقد كانت أُم عبد الله بن عتيك بخيبر يهودية أَرضعته، وقد بعثنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمسة نفر: عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن أُنيس، وأبو قتادة، والأسود بن الخزاعي، ومسعود بن سنان، قال: فانتهينا إلى خيبر، وبعث عبد الله إلى أُمه فأعلمها بمكانه، فخرجت إلينا بجراب مملوءٍ تمرًا كبيسًا وخبزًا، فأكلنا منه ثم، قال لها: يا أُماه، إنا قد أَمسينا، بيِّتينا عندك فأَدخلينا خيبر، فقالت أُمه: كيف تطيق خيبر وفيها أَريعة آلاف مقاتل؟ ومن تُريد فيها؟ قال: أَبا رافع، فقالت: لا تقدر عليه، قال: والله لأقتلنه أو لأُقْتَلَنَّ دونه قبل ذلك، قالت: فادخلوا عليَّ ليلًا فدخلوا عليها فلما نام أَهلُ خيبر، وقد قالت لهم: ادخلوا في خمر (¬٢) الناس، فإذا هدأت الرِّجْلُ فاكْمُنوا! ففعلوا ودخلوا عليها ثم قالت: إن اليهود لا تغلق عليها أبوابها فرقًا أن يطرقها ضيف، فيصبح أحدهم بالفناءِ ولم يضيف، فيجد الباب مفتوحًا فيدخل فيتعشى. فلما هدأت الرِّجْلُ قالت: انطلقوا حتى تستفتحوا على أبي رافع فقولوا إنا جئنا لأبي رافع بهدية فإنهم سيفتحون لكم. ففعلوا ذلك، ثم خرجوا لا يمرون ببابٍ من بيوت خيبر إلا أغلقوه حتى
---------------
(¬١) بلفظ الواقدي في المغازي ٣/ ١٠٧٩ - ١٠٨٠.
(¬٢) في خمر الناس: أي في زحمتهم حيث أخفي ولا أُعرف. انظر: النهاية/ لابن الأثير ٢/ ٧٧.