كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 3)
ولو بدا القمر من دون ذلك البحر لافتتن به أهل الأرض حتى يعبدون من دون اللّه تعالى إلا ما شاء الله أن يعصمه من أوليائه". قال ابن عباس: - رضي الله عنهما - فقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ذكرت مجرى الخنس مع الشمس والقمر، وقد أقسم الله عزَّ وجلَّ بالخنس في القرآن إلى ما كان من ذكري اليوم، فما الخنس؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: "هن خمسة كواكب: البرجيس، وزحل، وعطارد، وبهزام، والزهرة، فهذه الكواكب الخمسة الطالعات الجاريات، مثل الشمس والقمر، في الفلك الجاريات معها، فأما سائر الكواكب كلها فمعلقات من السماء كتعليق القناديل من المساجد، فهن يدرن مع السماء دورانا بالتسبيح والئقديس والصلاة لله عزَّ وجلَّ"، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وإن أحببتم أن تستبينوا ذلك فالمجرة وبياضها مرة هاهنا ومرة هاهنا، فذلك دوران السماء ودوران الكواكب معها كلها سوى هذه الخنس، ودورانها اليوم كما ترونها وتلك صلاتها ودورانها يوم القيامة في سرعة دوران الرحى من أهوال يوم القيامة وزلازله، فذلك قوله: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (¬١). فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاثمئة وستون ملكا ناشرو أجنحتهم في الفلك يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس لله عزَّ وجلَّ على قدر ساعات النهار، والقمر كذلك على قدر ساعات الليل ما بين الطول والقصر في الشتاء كان ذلك أو في الصيف أو ما بينهما
---------------
(¬١) الطور:٩ - ١١.