كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 3)
في الخريف والربيع، فإذا أحب الله عزَّ وجلَّ أن يبتلي الشمس والقمر ويرى العباد آية من الآيات يستغبهم رجوعا عن معاصيه وإقبالا على طاعته خرت الشمس عن العجلة فتقع في غمر ذلك البحر، فإذا أراد أن يعظم الآية ويشد تخويف العباد وقعت الشمس كلها فلا يبقى على العجلة منها شيء، فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم، وذلك المنتهى عن كسوفها، وإذا أراد الله عزَّ وجلَّ آية من دون آية وقع النصف منها أو الثلث أو الثلثان في الماء ويبقى سائر ذلك على العجلة فهو كسوف دون كسوف وبلاء للشمس والقمر وتخويف العباد واستعتاب من الرب عزَّ وجلَّ إلى ذلك كأن صارت الملائكة الموكلون بعجلتها فرقتين فرق منها يقبلون إلى العجلة فيجرونها إلى الشمس وهم في ذلك يقودونها في الفلك على مقادير ساعات النهار أو ساعات الليل ليلا كان أو نهارا لئلا يزيد في طولها شيء وقد ألهمهم الله تعالى على ذلك وجعل لهم تلك القوة والذي ترون من خروج الشمس بعد الكسوف قليلا قليلا من ذلك السواد الذي يعلوها هو غمر ذلك البحر، فإذا أخرجوها كلها اجتمعت الملائكة كلها فاحتملوها حتى يضعوها على العجلة وذلك حين يتجلى للعالم، ثم يحمدون الله عزَّ وجلَّ على ما قواهم كذلك ويتعلقون بعرا العجلة ويجرونها بإذن الله تعالى في لجة ذلك البحر حئى إذا ما بلغوها المغارب أدخلوها تلك العين وتسقط في أفق السماء في العين". قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وعجيب من خلق الله عزَّ وجلَّ وما بين من القدوة فيما لا يخلق أعجب من ذلك وأعجب، فذلك قول جبريل عَلِيْه السَّلام لسارة: أتعجبين من أمر الله، وذلك أن الله عزَّ وجلَّ خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، على كل مدينة