كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 3)
ظلمة الليل، وإذا ما نقل ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور وانقضت الدنيا، فضوء النهار من قبل الشمس، وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب فلا تزال الشمس والقمر كذلك من مطلعها إلى مغربها إلى ارتفاعها إلى السماء السابعة التي تحبسها تحت العرش حتى يأتي الوقت الذي وقت الله عزَّ وجلَّ التوبة للعباد، وتكثر المعاصي في الأرض، ويذهب المعروف، ولا يأمر به أحد، ويفشو المنكر، ولا ينهى عنه أحد، فإذا فعلوا ذلك حبست الشمس مقدار ليلة تحت العرش كما سجدت واستأذنت من أن تطلع لم يجب إليها جواب حتى يوافقها القمر فيسجد معها ويستأذن أين يطلع فلا يجب إليه جواب حتى يحبسها مقدار ثلاث ليال الشمس، وليلتين القمر فلا يعرف حلول تلك الليلة إلا المتهجدين في الأرض وهم يومئذ عصابة قليلة في كل بلدة من بالد المسلمين في هوان من الناس، وذلة من أنفسهم فينام أحدهم تلك الليلة قدر ما كان ينام فيها من الليالي ثم يقوم فيتوضأ فيدخل مصلاه فيصلي ورده فلا يصبح نحو ما كان يصبح كل ليلة مثل ذلك، فينكر ذلك فيخرج وينظر إلى السماء فإذا هو ليل مكانه، والنجوم قد استدارت مع السماء فصارت إلى أماكنها من أول الليل فينكر ذلك ويظن فيه الظنون، فيقول خففت قراءئي أم قصرت صلاتي أم قمت قبل حين، قال: ثم يدخل فيعود إلى مصلاه فيصلي نحوا من صلاته ليلة الثانية ثم ينظر فإذا هو بالليل مكانه فيزيده ذلك إنكارا ويخالطه الخوف ويظن في ذلك الظنون من الشر ثم يقول لعلي قصرت صلاتي أو خففت قراءتي أو قمت من أول الليل ثم يعود وهو وجل مشفق خائف لما يتوقع من هول تلك