كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 3)
بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} (¬١) الآية. قال أبي بن كعب - رضي الله عنه -: يا رسول الله أنا وأهلي فداك فكيف بالشمس والقمر يومئذ وفيما بعد ذلك وكيف بالناس والدنيا؟ قال: "يا أبي فإن الشمس والقمر يكسبان بعد ذلك النور والضوء ويطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك، وأما الناس فإنهم رأوا ما رأوا من فظاعة تلك الآية وعظمها فيلجون على الدنيا حتى يجروا فيها الأنهار ويغرسون النبت ويبنون البنيان وأما الدنيا لو نتج فيها رجل مهرا لم يركبه حتى تقوم الساعة من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى يوم ينفخ في الصور". قال حذيفة - رضي الله عنه -: يا نبي الله جعلني الله فداك فكيف هم عند النفخ في الصور؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا حذيفة والذي نفس محمد - صلى الله عليه وسلم - بيده لينفخن في الصور، ولتقومن الساعة والرجل يلط حوضه فلا يسرع فيه الماء ولتقومن الساعة والرجل قد انصرف بلبن لقحته من تحتها فلا يشربه، ولتقومن الساعة والثوب بين الرجلين فلا يطويانه ولا يتبايعانه، ولتقومن الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه فلا يطعمها ثم تلا هذه الآية {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (¬٢)، فإذا قامت القيامة وقضى الله بين الناس وميز بين أهل الجنة والنار، ولم يدخلوها بعد إذ يدعو الرب جل جلاله بالشمس والقمر فيجاء بهما أسودين مكورين قد وقعا في زلازل وبلايا ترعد فرائصهما من هول ذلك اليوم، ومخافة الرحمان - تبارك وتعالى - إذ كانا حيال العرش خرا لله ساجدين فيقولان إلهنا قد علمت
---------------
(¬١) الأنعام: ١٥٨.
(¬٢) العنكبوت:٥٣.