كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 6)

رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يوما ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال: "مهلا يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا أخذوا المراء (¬١) لقلة خيره، ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري قد نمت خسارته، ذروا المراء فكفاك إثما أن لا تزال مماريا، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاث آيات في الجنة في رياضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء فإن أول ما نهانى عنه ربى بعد عبادة الأوثان المراء وشرب الخمر، ذروا المراء فإن الشيطان قد يئس أن يعبد ولكنه قد رضى منكم بالتحريش وهو المراء، ذروا المراء فإن بنى إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على ثنتين وسبعين كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم". قالوا: يا رسول الله ومن السواد الأعظم؟ قال: "من كان على ما أنا عليه وأصحابى من لم يمار في دين الله ومن لم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب غفر له". ثم قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا"، قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: "الذين لا يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا يكفرون أحدا من أهل التوحيد بذنب" (¬٢).
---------------
(¬١) المراء: الجدال، والتماري، والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة. انظر: النهاية ٤/ ٣٢٢.
(¬٢) بلفظ الطبراني "المعجم الكبير" ٨/ ١٥٢ - ١٥٣.

الصفحة 258