كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 6)
الطواف فإنهما كعتق رقبة من بنى إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن اللَّه يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا شفعًا من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي فلو كانت ذنوبكم عدد الرمال أو كزبد البحر لغفرتها أقبضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة". قال: يا رسول اللَّه فإن كانت الذنوب إقل من ذلك؟ قال: "إذا يدخر لك في حسناتك، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي مالك حتى يضع بين كتفيك ثم يقول: اعمل لما تستقبل فقد غفر لك ما مضى"] (¬١). قال: فقال الثقفي: أخبرني يا رسول اللَّه، قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "جئت تسألني عن الصلاة، فإنك إذا غسلت وجهك انشرت الذنوب من أَشفار عينيك، وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من أظفار يديك، وإذا مسحت برأسك انتثرت الذنوب عن رأسك، وإذا غسلت رجليك انتثرت الذنوب من أضفار قدميك (¬٢)، [ثم إذا قمت إلى لصلاة فاقرأ من القرآن ما تيسر ثم إذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك وافرق بين أصابعك حتى تطمئن راكعًا ثم إذا سجدت فمكن وجهك من السجود حتى
---------------
(¬١) ما بين المعكوفتين من كتاب إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري.
(¬٢) إلى هنا انتهت المطالب العالية.
الصفحة 390
448