كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 5)

ومواطن الكربة خلفته فى أمته بأحسن الخلافة حين ارتد الناس وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط قويت حين ضعف أصحابك ونهضت حين وهنوا ولزمت مناهج رسوله برغم المنافقين وغيظ الكافرين وقمت بالأمر حين فشلوا بنور الله إذ وقفوا كنت أعلاهم فوقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأطولهم صمتا وأبلغهم قولا وكنت أكبرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالأمور كنت للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما إذا صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وصبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا وللمسلمين غيثا وخصبا فطرت بغناها وقرت بحماها وذهبت بفضائلها وأحرزت سوابقها لم تقلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمن الناس عليه فى صحبتك وذات يدك وكما قال: ضعيفا فى بدنك قويا فى أمر الله متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا فى الأرض لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا فيك مطمع ولا عندك هوادة لأحد الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه القوي العزيز عندك ذليل ضعيف حتى يؤخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك فى ذلك سواء شأنك الحق والصدق والرفق قولك فأقلعت وقد نهج السبيل واعتدل بك الدين وقوي الإيمان وظهر أمر الله ولو كره الكافرون فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا وفزت بالجنة وعظمت رزيتك في

الصفحة 6