كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 10)
ناج، وظالمنا مغفور له"، قال: فكتبت عنه حديثًا يسوى الدنيا وما فيها، قلت: زدني رحمك الله، قال: أكتب يا شامي: بسم الله الرحمان الرحيم، حدثني أنس بن مالك خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمتي الأمة المرحومة، ولولا الرحمة ما خلقهم الله"، قال: "ثم قرأ مصداقه من القرآن {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} (¬١)، لمن عمل {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (¬٣) "، قال: فكتبت عنه حديثين يسويان الدنيا وما فيها، قال: قلت زدني رحمك الله، فقال: ما أعرفني بكم يا أصحاب الحديث ما يشبعكم شيء، أكتب: حدثني أنس بن مالك خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أمتي أمة مرحومة، جعل الله.-عز وجل - عذابها في الدنيا بالسيف والقتل، وذلك أنِّي سألت الله.-عز وجل - ثلاثًا، فأعطاني، سألته أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم من قبلنا فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر علينا عدوًا من غيرنا، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسنا شيئًا"، ثم قرأ "مصداقه من القرآن: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} (¬٤) يعني السيف والقتل، فإذا كان يوم القيامة أعطى الله تعالى كل رجل من المسلمين رجلا من المشركين إما مجوسيًا، وإما يهوديًا وإما نصرانيًا، فيقول: يا ولي الله هذا عدو الله، فداؤك من النار، فإذا صعد أحدكم على فراشه فليقل: اللهم اجعل فلان بن فلان فدائي من النار، فإذا كان يوم القيامة أتاه ملك قابض على ناصيته حتى يوقفه بين يدي ولي الله، فيقول له: يا ولي الله، هذا فداؤك من النار، قال: فيكب الكافر على منخريه في النار، ويؤمر بالمؤمن إلى
---------------
(¬١) الإسراء: ٢١
(¬٢) التوبه: ١٠٥
(¬٣) العنكبوت:٥٨
(¬٤) الأنعام: ٦٥