كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 9)

ربك الأعلى (¬١)، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب، وهل أتاك حديث الغاشية (¬٢)، فلما قضى صحه استقبل القوم بوجه وقلب رداءه ثم نجتا على ركبتيه ورفع يديه وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي، ثم قال "اللهم أغثنا غيثًا مغثيًا رحبًا ربيعا وجوًا غدقًا طبقًا مغدقًا طبقًا هنيئًا مريئًا مربعًا وابلًا شاملًا مسبلًا مجللًا غير رائثٍ، غيثًا اللهم تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله بلاغًا للحاضر منا والبَاد، اللهم انزل علينا في أرضنا زينتها، وانزل في أرضنا سكنها اللهم أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا فاحيي به بلدة ميتة واسقه ما خلقت لنا أنعامًا وأناسيٌ كثيرًا". قال: فما برحوا حتى اقبل قزعٌ (¬٣) من السحاب فالتأم بعض إلى بعضٍ ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا تقلع عن المدينة فأتاه المسلمون، فقالوا يا رسول اللّه قد غرقت الأرض وتهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع اللّه لنا أن يصرِفها عنا: قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر حتى بدت نواجذُهُ تعجبًا لسرعة ملالة بني آدم، ثم قال "اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على رؤوس الضراب ومنابت الشجر وبطون الأودية وضهور الآكام". وتصدعت عن المدينة. وكانت في مثل الترس تمطر مراعيها ولا تقطر فيها قطرة. صحيح.
- أخرجه: مالك في "الموطأ" (٥١٤). والشافعي في "مسنده" ٣/ ٣٠٦، قال: أخبرنا مالك بن أنس. والبخاري ٢/ ٣٤ (١٠١٣) قال: حَدَّثَنَا محمد، هو ابن سلام، قال: حَدَّثَنَا أنس بن عياض. وفي ٢/ ٣٥ (١٠١٤) قال: حَدَّثَنَا قتيبة، قال: حَدَّثَنَا إسماعيل بن جعفر. وفي ٢/ ٣٦ (١٠١٦) قال: حَدَّثَنَا عبد اللّه بن مسلمة. وفي ٢/ ٣٦ (١٠١٧) قال حَدَّثَنَا إسماعيل. وفي ٢/ ٣٧ (١٠١٩) قال حَدَّثَنَا عبد اللّه بن يوسف.
ثلاثتهم: (عبد اللّه بن مسلمة، وإسماعيل، وعبد اللّه بن
---------------
(¬١) الأعلى: ١.
(¬٢) الغاشية: ١.
(¬٣) قزع، أي قطعة من الغيم، وجمعها: قَزَعٌ. انظر: النهاية ٤/ ٥٩ (قزع).

الصفحة 85