كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 22)
قال: محمد، قيل أو قد بُعث إليه؟ قال: نعم، قالوا فمرحبًا به وأهلا، فيستبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل السماء بما يريد اللَّه بأهل الأرض حتى يُعلمهم، فوجد في السماء الدنيا آدم، فقال له جبرئيل: هذا أبوك، فسلمَّ عليه، فرد عليه، فقال: مرحبًا بك وأهلا يا بني، فنعم الابن أنت، ثم مضى به إلى السماء الثانية، فاستفتح جبرئيل بابًا من أبوابها، فقيل: من هذا؟ فقال: جبرئيل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم قد أرسل إليه، فقيل: مرحبًا به وأهلا، ففتح لهما، فلما صعد فيها فإذا هو بنهرين يجريان، فقال: "ما هذان النهران" يا جبرئيل؟ قال: هذا النيل والفرات عنصرهما، ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبرئيل بابًا من أبوابها، فقيل: من هذا؟ فقال: جبرئيل، قيل ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد بعث إليه؟ قال: نعم قد بعث إليه، قيل: مرحبًا به وأهلا، ففتح له فإذا هو بنهر عليه قباب وقصور من لؤلؤ وزبرجد وياقوت وغير ذلك مما لا يعلمه إلا اللَّه، فذهب يشم ترابه، فإذا هو مسك أذفر، فقال: "يا جبرئيل ما هذا النهر"؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك في الآخرة، ثم عرج به إلى الرابعة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى الخامسة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السادسة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السابعة، فقالوا له مثل ذلك، وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم أنس، فوعيت منهم إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة بتفضيل كلامه اللَّه، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع على أحد، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا اللَّه، حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا باب الجبار رب العزة، فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما شاء، وأوحى اللَّه فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه، فقال: يا محمد ماذا عهد إليك ربك؟ قال: "عهد إلى