كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 22)

فقالت: كان عندي شيء من شعير فطحنته، ثم أرسلني إلى الأسواق، والأسواق حوائط لهم، فأتيتهم بشيء من حطب، فجعلت منه قرصًا، ثم قال أعندك ادم؟ فقالت: كان عندي نحي فيه سمن فلا أدري أبقي فيه شيء. فأتيته به فعصرته، فقال: أن عصر اثنين أبلغ من عصر واحد فعصرا جميعًا، فأخرجا مثل الثمرة فدهنت به القرص، ثم دعاني فقال: يا أنس، تعرف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقلت: نعم، فقال: إني قد تركته مع أصحاب الصفة يقرئهم فادعه ولا تدع معه غيره أحدًا فلا تفضحني، فأتيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما رآني قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لعل أباك أرسلك إلينا"؟ فقلت: نعم، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- للقوم: "انطلقوا". فانطلقوا يومئذ وهم ثمانون رجلًا، فأمسك بيدي، فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده، فجعل أبو طلحة يطلبني في الدار ويرميني بالحجارة ويقول: فضحتني عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم إنه خرج إليه فأخبره الخبر، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يضرك"، فأمرهم فجلسوا، ثم دخل فأتيناه بالقرص، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هل من ادم؟ "، فقالت: أم سليم يا رسول اللَّه، قد كان عندنا نحي وقد عصرته أنا وأبو طلحة، فقال: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "هلموا، فإن عصر الثلاثه أبلغ من عصر الاثنين"، فأتي به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فعصره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- معهما فأخرجوا منه مثل التمرة، فمسحوا بها القرص فمسحه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيده ثم دعا فيه بالبركة، ثم قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ادعو لي عشرة" فدعوت عشرة فأكلو منه حتى تجشؤوا شبعًا. فما

الصفحة 270