كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 22)

الباب قرعا رقيقا ثم سلم، فإذا دخلت فقل زوجني رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فتاتكم" وكانت له ابنة عاتقة، وكان لها حظ من جمال وعقل، فلما أتى الباب فرحوا وسمعوا لغة عربية، فلما رأوا سواده ودمامة وجهه انقبضوا عنه، فقال: إن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - زوجني فتاتكم فردوا عليه ردا قبيحا، فخرج الرجل وخرجت الفتاة من خدرها، وقالت: يا فتى ارجع، فإن كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - زوجنيك، فقد رضيت لنفسي ما رضي لي اللّه ورسوله، وأنت بعلي وأنا زوجتك، فمضى حتى أتى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فأخبره وقالت الفتاة لأبيها: يا أبتاه النجاة قبل أن يفضحك الوحي، فإن يكن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - زوجنيه فقد رضيت ما رضي اللّه لي ورسوله، فخرج الشيخ حتى أتى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - هو من أدنى القوم مجلسا، فقال: "أنت الذي رددت على رسول اللّه ما رددت"، قال: فقد فعلت ذلك فاستغفر اللّه، وظننا أنه كاذب فقد زوجناها إياه، فنعوذ باللّه من سخط اللّه، وسخط رسوله فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب إلى صاحبتك فأدخل بها"، قال: والذي بعثك بالحق ما أجد شيئًا حتى اسأل إخواني، فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "مهر امرأتك على ثلاثة من المؤمنين، اذهب إلى عثمان بن عفان فخذ منه مائتي درهم" فأعطاه وزاده، "واذهب إلى علي بن أبي طالب، فخذ منه مائة درهم" فأعطاه وزاده، "واذهب إلى عبد الرحمان بن عوف فخذ منه مائة درهم"، فأعطاه وزاده قال: "وأعلم إنها ليست بسنة جارية، ولا فريضة مفروضة فمن شاء فليتزوج على القليل والكثير" فبينما هو في السوق

الصفحة 326