كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 22)

ومعه ما يشتريه لزوجته فرح قريرة عيناه ينتظر ما يجهزها به إذ سمع صوتا ينادي: يا خيل اللّه اركبي وابشري فنظر نظرة إلى السماء ثم، قال: اللهم الله السماء، وإله الأرض ورب محمد لأجعلن هذه الدراهم اليوم فيما يحبه اللّه ورسوله، والمؤمنون، فانتفض انتفاض الفرس العرق، فاشترى سيفا وفرسا ورمحا، واشترى جبة وشد عمامته على بطنه فاعتجز، ولم ير منه إِلَّا حماليق عينه حتى وقف على المهاجرين فقالوا: هذا الفارس لا نعرفه، فقال لهم علي بن أبي طالب: كفوا عن الرجل فلعله ممن طرأ عليكم من قبل البحرين جاء يسألكم عن معالم دينه، فأحب أن يواسيكم اليوم بنفسه، إذ رآه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "من هذا الفارس الذي لم يأتنا؟ " إذا التحمت الكتيبتان فأقبل يطعن برمحه، ويضرب بسيفه قدما قدما إذ قام فرسه، ونزل وحسر عن ذراعيه فلما رأى رسول اللّه سواد ذراعيه، قال: سعد بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه، قال: "سعد جدك" فما زال يطعن برمحه ويضرب بسيفه كل ذلك يقتل بطعنة رمحه إذ، قالوا: قد صرع سعد فخرج رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - معنقا نحوه، فأتاه فرفع رأسه ووضعه في حجره، وأخذ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يمسح التراب عن وجهه بثوبه، وقال: "ما أطيب ريحك وأحسن وجهك وأحبك إلى اللّه ورسوله"، قال: فبكى وضحك ثم أعرض بوجهه ثم، قال: "ورد الحوض ورب الكعبة" فقال أبو أمامة: بأبي أنت وأمي ما الحوض، قال: "حوض اعطانيه ربي عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى، مكلل بالدر والياقوت،

الصفحة 327