كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 21)

وأعزهم بدينه، وكرمهم بنبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم جعل المصاهرة نسبا لاحقا، وأمرًا مفتوحًا وشج به الأرحام، وألزمها الأنام، قال تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} (¬١)، فأمر اللَّه يجري إلى وقضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (¬٢) ثم إنّ ربي أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب فأشهدكم أني قد زوجته إياها على أربع مئة مثقال فضة، إن رضي بذلك علي". وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد بعثه في حاجة، ثم إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دعا بطبق فيه بسر، فوضعه بين أيدينا وقال: "انتبهوا"، فبينا نحن ننتهب إذ أقبل علي، فتبسم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: "يا علي إن اللَّه أمرني أن أزوجك فاطمة، وقد زوجتكها على أربع مئة مثقال فضة، إن رضيت" فقال علي: رضيت، يا رسول اللَّه ثم خر للَّه ساجدًا، فلما رفع رأسه، قال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بارك اللَّه فيكما، وبارك عليكما، وأخرج منكما الكثير الطيب".
موضوع.
- أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٣/ ٣٧، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة اللَّه بن عبد اللَّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، وعثمان بن محمد بن يوسف، قالا: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشافعي.
---------------
(¬١) الفرقان: ٥٤.
(¬٢) الرعد: ٣٩.

الصفحة 37