كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 33)

أبو بكر وعمر، فاختلفا، فاختلفنا، لاختلافهما، فقال: "وما ذاك؟ " قالوا في القدر، قال أبو بكر: يقدر اللَّه الخير، ولا يقدر الشر، وقال عمر: يقدرهما جميعًا، قال: فكنا في ذلك نتمارى، حتى ذكر كلمة، فقال بعضهم: مقالة أبي بكر، وقال بعضنا مقالة عمر، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا اقضي بينكما فيه بقضاء إسرافيل، بين جبريل، وميكائيل؟ " فقال بعض القوم: وقد تكلم فيه جبريل وميكائيل؟!! فقال: "والذي بعثني بالحق إنهما أول الخلائق تكلما فيه، فقال جبريل مقالة عمر، وقال ميكائيل مقالة أبو بكر، فقال جبريل: أما إنا إذا إختلفنا أختلف أهل السماوات، فهل لك في قاض بيني وبينك، فتحاكما إلى إسرافيل، فقضى بينهما قضاءً هو قضائي بينكما" فقالوا يا رسول اللَّه: ما كان من قضائه؟ فقال: "أوجب القدر خيره وشره، وضره ونفعه، وحلوه ومره، فهذا قضائي بينكما" قال: ثم ضرب على كتف أبي بكر، أوفي فخذه، وكان إلى جنبه، فقال: "يا أبا بكرًا إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لو لم يشأ أن يعصى ما خلق إبليس" وقال: أبو بكر: استغفر اللَّه كانت مني يا رسول اللَّه! زلة أو هفوة، ولا أعود لشيء من هذا المنطق أبدًا، قال: فما عاد حتى لقي اللَّه عَزَّ وَجَلَّ (¬١).
موضوع.
---------------
(¬١) بلفظ بيبي بيت عبد الصمد.

الصفحة 161