كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 36)

خرج، فقال: "أدخلوها بسم الله، وعلى اسم الله"، فلما أن دفنوها قام قائما، فقال: "جزاك الله من أم وربية خيرًا فنعم الأم، ونعم الربية كنت لي" قال: فطنا له - أو قيل له -: يا رسول الله، لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط، قال: "ما هو"؟، قلنا: بنزعك قميصك، وتمعكك في اللحد. قال: "أما قميصي فأردت ألا تمسها النار أبدا إن شاء الله، وأما تمعكي في اللحد فأردت أن يوسع الله عليها قبرها".
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما نحن جلوسٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذ أَتى آتٍ فقال: يا رسول الله، إِن أُمّ عليّ وجعفر وعقيل قد ماتت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا بنا إِلى أُمّي". فقمنا وكأَن على رؤُوس مَنْ مَعه الطيْر، فلما انتهينا إِلى الباب نزع قَميصَه فقال: "إِذا غسلتموها فأَشعروها إِياه تحت أكفانها". فلما خرجوا بها جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة يحمل، ومرة يتقدم، ومرة يتأَخر حتى انتهينا إِلى القبر، فتَمَعَك في اللحد ثم خرج فقال: "أَدخلوها باسم الله، وعلى اسم الله". فلما أَن دفنوها قام قائمًا فقال: "جزاكِ الله من أمٍّ وَرَبيبَة خيرًا، فنِعْمَ الأُم، ونِعْمَ الربيبةُ كنتِ لي". قال: فقلنا له - أَو قيل له: يا رسول الله، لقد صنعتَ شيئين ما رَأيناك صنعتَ مثلهما قط. قال: ما هو. قلنا: بنزعك قميصك، وتَمَعُكك في اللّحد. قال: "أَما قميصي فأَردت أَلا تمسَها النار أَبدًا إِن شاءَ الله، وأَما تمعُّكي في اللحد فأردت أَن يوسع الله عليها قبرها".

الصفحة 274