كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 38)
- صلى الله عليه وسلم - قام فطاف في النخل، ثم جاءه فكلمه فأبى، فقمت فجئت بقليل رطب فوضعته بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكل، ثم قال: "أين عريشك يا جابر" فأخبرته، فقال: "افرش لي فيه" ففرشته، فدخل فرقد، ثم استيقظ فجئته بقبضة أخرى، فأكل منها، ثم قام فكلم اليهودي فأبى عليه، فقام في الرطاب في النخل الثانية، ثم قال: "يا جابر جد، واقض فوقف في الجداد"، فجددت منها ما قضيته وفضل منه، فخرجت حتى جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - فبشرته، فقال: "أشهد أني رسول الله" (¬١).
برواية: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين ليقاتلهم، فقال أبي عبد الله: يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي، قال: فبينما أنا في الناظرين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي لتدفنهما في مقابرنا، فلحق رجل ينادي: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن تردوا القتلى فتدفنوها في مضجعها حنث قتلت، فرددناهما فدفناهما في مضجعهما حيث قتلا، فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل، فقال: يا جابر بن عبد الله لقد آثار أباك عمال معاوية فبدأ فخرج طائفة منهم، فانطلقت إليه فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتيل، قال فواريته وترك أبي عليه دينا من التمر فاشتد علي بعض
---------------
(¬١) بلفظ البخاري (٥٤٤).