كتاب الموسوعة الحديثية - ديوان الوقف السني (اسم الجزء: 38)

غرمائه في التقاضي، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله إن أبي أصيب يوم كذا وكذا وإنه ترك عليه دينا من التمر وإنه قد اشتد علي بعض غرمائه في الطلب فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل، قال: "نعم آتيك إن شاء الله قريبا من وسط النهار"، قال فجاء ومعه حواريوه، قال: فجلسوا في الظل وسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستأذن ثم دخل علينا، قال، وقد قلت لامرأتي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءني اليوم وسط النهار فلا يرينك ولا تؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء ولا تكلميه، ففرشت فراشا ووسادة فوضع رأسه فنام، فقلت: لمولى لي: اذبح هذه العناق، وهي داجن سمينة، فالوحا والعجل أفرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معك، فلم نزل فيها حتى فرغنا منها وهو نائم، فقلت إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يستيقظ يدعو بطهوره وأنا أخاف إذا فرغ أن يقوم فلا يفرغ من طهوره حتى يوضع العناق بين يديه، فلما استيقظ، قال: "يا جابر ايتني بطهور"، قال: نعم، فلم يفرغ من وضوئه حتى وضعت العناق بين يديه، قال: فنظر إليَّ، فقال: "كأنك قد علمت حبنا اللحم ادع أبا بكر ثم دعا حوارييه"، قال فجيء بالطعام فوضع، قال فوضع يده وقال بسم الله كلوا، فأكلوا حتى شبعوا، وفضل منها لحم كثير، وقال: والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليهم هو أحب إليهم من أعينهم ما يقربونه مخافة أن يؤذوه، ثم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول خلوا ظهري للملائكة، قال فاتبعتهم حتى بلغت سقفه

الصفحة 336