كتاب مذكرات أحمد باي

المنجزات المقامة بسرعة وتكون أعمالكم قد ذهبت سدى. ثم إنكم لن تتمكنوا من تسليح الحصون دون تعرية مدينة الجزائر التي ينبغي أن تهتموا كل الاهتمام بالدفاع عنها.
وإذا استطعنا أن نفسد مشروع الفرنسيين بواسطة المعركة الصغيرة التي سنشنها عليهم أثناء النزول، فإننا نحمد الله ونشكره على مؤازرته لنا. وإذا لم نتمكن من التصدي لنزولهم، فإنه يجب على الجيش أن ينسحب إلى مؤخرة جيوش الأعداء ثم نشطأ البحر من الجهة الغربية.
وتذكروا شيئا، فإن الفرنسيين يريدون إنهاء هذه الحرب بكل سرعة، وإرجاع الجيش إلى أوروبا. إنهم من بني الأصفر، ذوي الوجوه الشاحبة الذين يصعب عليهم تحمل مناخ هذه البلاد. وعندما نمدد الحرب في الزمن، فمعنى ذلك أننا سنحقق النصر لا محالة. وسيصيب أعداءنا ما وأصاب جميع الذين نزلوا هنا: إن الله كان دائما بجانب المؤمنين على الكافرين الذين يأتون لمهاجمة المدينة الموضوعة تحت حمايته، وهذه المرة أيضا، فإنه لن يتخلى عنا. ولاحظوا أن الفرنسيين لن يلحقوا ضررا كبيرا بالمناطق التي سيمرون بها لأن أراضيها تكاد تكون غير مزروعة، وليس فيها إلا عدد قليل من المساكن والأجنة.

الصفحة 13