كتاب مذكرات أحمد باي

القتال، تخاذلوا وفروا إلى جهات مختلفة ورجعت إلى المنعة. أما الفرنسيون فواصلوا سيرهم لينقضوا على التوابة وبني سليمان (¬64) ثم توقفوا في المكان المسمى بالمدينة.
وقد صادف أن أحمد بن الحاج (¬65)، خليفة عبد القادر، كان متمركزا بجيشه عند التوابة. وحينما علم بقدوم الفرنسيين ارتحل وفر إلى بلاد السوف. وبعد ملاحقة دامت بضعة أيام رجع الفرنسيون إلى المدينة حيث استراحوا في هيئتين توجهت إحداهما إلى قرى التوابة، وسارت الثانية مع الوادي. ولما تعرضت الفرقة الأولى إلى هجوم التوابة سارعت إليها الثانية دون أن يراها أحد وعندما وجد التوابة أنفسهم بين نارين تأكدوا من أنه لم يبق لهم سوى الاستسلام فطلبوا الأمان، ولما رأيت كل ما جرى، غادرت المنعة وتسلقت جبل أحمر خدو (¬66).
¬_________
(¬64) - قبيلتان مشهورتان ما زالتا إلى يومنا هذا في نواحي آريس.
(¬65) - هو محمد الصغير بن أحمد بن الحاج قائد مدينة سيدي عقبة سابقا، وخليفة الأمير عبد القادر بالناحية فيما بعد.
(¬66) - فيما يخص إقامة أحمد بمنحدرات الأحمر خدو، هناك دراسة كتبها أ. بابي عنوانها: قلعة كباش وواحة مشونش، باريس 1894.

الصفحة 96