كتاب مذكرات أحمد باي

التي تعيد إلي أملاكي ومكتسباتي، وامتلأت نفسي حبورا لهذا الوضع الجديد كما أنني كتبت عددا من المراسلات في هذا الصدد.
وبعد ذلك بأيام قليلة خرج قائد باتنة في طابور معتبر وقصد بني وجانة. فأرسلت إليه أحد أعواني المخلصين، وهو الوحيد الذي رضيت باستعماله في مفاوضات بمثل هذه الأهمية. ولكنه أصيب بمرض خطير، ولكي لا أطلع شخصا آخر على سر استسلامي إلى الفرنسيين، انتظرت شفاءه لمواصلة المساعي التي كنت بدأتها. ولقد كان من اللازم أن أكتم السر، لأن العرب ما كانوا يتركونني أنفذ مشروعي ولربما اغتنموا هذه الفرصة للإجهاز علي.
وهكذا أرسلت إلى حاكم باتنة من كان يحظى بكامل ثقتي، وطلبت منه أن يبعث لي رجلا يمكن أن أتفاوض معه بصفة نهائية، وأن يبلغني ما يريده بالضبط. وبعد يومين جاءني الرسول وسرني كلامه. ثم أفهمته بأنه ينبغي المحافظة على السرية الكاملة، وأن ترسل جيوش تحاصرني من كل جهة حتى لا تبقى فكرة المقاومة عند العرب. وعلى إثر ذلك انسحب ليعود بعد التشاور مع من أرسله، وقد ارتحت

الصفحة 98