كتاب مصارف الزكاة في الإسلام

يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} (¬1) فأخبر أنهم مساكين، وأن لهم سفينة، وقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ الله لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ} (¬2) فهذه الحال التي أخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أخبر بها عن المساكين (¬3) (¬4).

المسألة الثانية: هذه التعريفات السابقة، للفقير، والمسكين: تكون إذا جمع بين لفظ ((الفقير والمسكين)) كما في قول الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (¬5) أما إذا أطلق لفظ أحدهما ولم يذكر معه الآخر دخل أحدهما في الآخر، فالفقير: هو المسكين، والمسكين هو الفقير؛ ولهذا قيل: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، مثل: لفظ الإسلام، ولفظ الإيمان (¬6).
المسألة الثالثة: نصيب المساكين من الزكاة: يعطى المسكين من الزكاة ما يُكمِّل له كفايته، وكفاية من يعوله من النفقة حولاً كاملاً، والمعتبر: كفايته وكفاية من يمونه: من الأكل، والشرب، والمسكن،
¬__________
(¬1) سورة الكهف، الآية: 79.
(¬2) سورة البقرة، الآية: 273.
(¬3) لسان العرب لابن منظور، 13/ 215.
(¬4) المغني لابن قدامة، 4/ 123، 127، والشرح الكبير مع المقنع والإنصاف، 7/ 206، والكافي، 2/ 195، ومنار السبيل، 1/ 266، والروض المربع من حاشية ابن قاسم، 3/ 310، ومصارف الزكاة وتمليكها، ص143.
(¬5) سورة التوبة، الآية: 60.
(¬6) انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية، 23/ 312، والمغني، لابن قدامة، 9/ 306.

الصفحة 16